الرئيسية » الأخبار »   13 آذار 2014طباعة الصفحة

الشاعر هارون هاشم رشيد صاحب "سنرجع يوماً" .. شخصية العام الثقافية 2014

إختارت وزارة الثقافة، في الحفل المركزي لانطلاق فعاليات يوم الثقافة الوطني، في قصر رام الله الثقافي، مساء أمس، الشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد، شخصية العام الثقافية للعام 2014.


هارون هاشم رشيد، شاعر فلسطيني، من مواليد مدينة غزة، حارة الزيتون، العام 1927، وهو من شعراء الخمسينيات الذين أطلق عليهم اسم شعراء النكبة أو شعراء المخيم، ويمتاز شعره بروح التمرد والثورة ويعد من أكثر الشعراء الفلسطينيين استعمالاً لمفردات العودة، فأطلق عليه الشاعر عز الدين المناصرة لقب شاعر القرار 194، أصدر عشرين ديواناً حتى الآن، ويشغل منصب مندوب فلسطين المناوب بجامعة الدول العربية.


وكان ديوانه الأول بعنوان "ع الغرباء"، وأصدره في القاهرة العام 1954، واختار منها الأخوان الرحباني، عندما زارا القاهرة بدعوة من إذاعة صوت العرب العام 1955 قصيدة جميلة هي حوارية بين فتاة فلسطينية من اللاجئين واسمها ليلى وبين والدها، بالإضافة إلى قصيدة "سنرجع يوما" و"جسر العودة"، فغنتهما فيروز وتم تسجيلهما بالقاهرة ضمن باقة من 48 عملا تم إنتاجها في تلك الرحلة.


ومن بين دواوينه عودة الغرباء (بيروت، 1956)، وغزة في خط النار (بيروت، 1957)، وأرض الثورات ملحمة شعرية (بيروت، 1958)، وحتى يعود شعبنا (بيروت، 1965)، وسفينة الغضب (الكويت، 1968)، ورسالتان (القاهرة، 1969)، ورحلة العاصفة (القاهرة، 1969)، وفدائيون (عمّان، 1970)، ومزامير الأرض والدم (بيروت، 1970)، والرجوع (بيروت، 1977)، ومفكرة عاشق (تونس، 1980)، ويوميات الصمود والحزن (تونس، 1983)، والنقش في الظلام (عمان، 1984)، المزّة - غزة (1988)، وثورة الحجارة (تونس، 1991)، وطيور الجنة (عمان، 1998)، وآخرها وردة على جبين القدس (القاهرة، 1998)، وله مسرحيتان شعريتان، ورواية بعنوان سنوات العذاب (القاهرة، 1970).


وقال وزير الثقافة د. أنور أبو عيشة، في كلمة وزارة الثقافة في الحفل: يتفاعل الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده هذا العام بيوم الثقافة الوطنية مستلهماً من إرادة المقاومة والتحدي قيم الوعي والالتزام في معركة الدفاع عن الأرض والهوية، ومتمسكاً بأهدافه وبثوابته الوطنية، ومستنداً إلى تاريخ طويل من الإبداع الذي رسّخ الهوية الوطنية لشعبنا، وحقق معجزة الصمود والثبات على أرضه التاريخية، متحدياً مكر الاحتلال الإسرائيلي، وسعيه المتواصل إلى طمس هذه الهوية وتشويهها وتزييفها.


وأضاف: إننا في وزارة الثقافة، إذ نحيي هذا اليوم، لنؤكد على مرتكزات أساسية قامت عليها ثقافتنا وامتدت، وأولها وحدة الثقافة، فبالرغم من كل الأساليب والدعاوى والمؤامرات التي تعرضت لها ثقافتنا على مر العقود من قبل الاحتلال الإسرائيلي، فإن الثقافة الوطنية الفلسطينية حافظت على كينونتها ووحدتها، معبرة أجمل تعبير عن آلام وآمال شعبنا في الحرية والاستقلال، وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.


وتابع أبو عيشة: ثاني هذه المرتكزات ارتباط الثقافة الوطنية بالأرض، وحمل شعار الدفاع عنها من أنياب الاحتلال، فإذا قمنا بمراجعة سريعة للإنتاج الثقافي الذي أبدعه الآباء والأجداد من رموز وقادة الحركة الثقافية منذ أكثر من نصف قرن، نجد أن هذا الإبداع موجه نحو الأرض الفلسطينية، وضرورة حمايتها من الاحتلال والاستيطان والتهويد ... أما المرتكز الثالث فهو تواصل الثقافة الفلسطينية مع عمقها العربي، مستلهمة كافة الثقافات والحضارات الإنسانية.


وكانت فرقة معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى قدمت مقطوعات موسيقية وأغنيات من التراث الشعبي الفلسطيني وتراث المنطقة الموسيقي، وسط تفاعل كبير لم يقل عن، بل لربما ارتفعت وتيرته حين قدمت الفرقة الصربية "ابراشفيتش" من مدينة "كراجويفتس" لوحات من الرقص الشعبي الصربي، وهي الفرقة التي تأسست في العام 1905، وتعد من أعرق الفرق الأوروبية.
كانت العروض قبل الإعلان عن الجائزة التي ذهبت لهارون هاشم رشيد، الذي تتعقد خريطة وجهه لترتسم فلسطين، هو الذي قال: أولاً وأخيراً أنا مواطن فلسطيني .. لا أختلف عن أي شخص آخر، وأنا للجميع بدون فئات، انما شاءت الأقدار والظروف أن أعيش عذابات هذا الشعب، فأخذت من مراحله مسميات مختلفة: شاعر النكبة، شاعر العودة بعد نشر ديواني "عودة الغرباء"، أما وصف شاعر الثورة فصدر بعد عملي "الأرض والدم" وأطلقها الشهيد خليل الوزير العام 1967 .. يكفيني أن أكون متواصلاً مع الشعب الفلسطيني الذي عاش مأساة ومعاناة حقيقية، واستطاع قدر إمكانياته أن يعبر عن تلك العذابات، ولا أريد أكثر من ذلك، كما أنني كأي مواطن فلسطيني لاجئ وعائد وثائر، ولكن الشيء الذي اعتز به وأسعد له وأتمنى دائماً أن يتحقق عن قريب هو أن أكون شاعر العودة، الذي يتطلع إلى الوطن وأركانه وتاريخه وشعبه.