المخرج العراقي قيس الزبيدي، الذي ارتبط اسمه بالسينما الفلسطينية، حتى أصبحت هاجسه، واصبحت واقع حكايته من خلال ما يقوم به من تسجيل لوقائع المتخيلة وللواقع الحقيقي.
ولعل هذا ما يحمل كتاب الزبيدي الذي ننحاز إليه ليكون من إصدارات وزارة الثقافة الفلسطينية كإنحياز الزبيدي للمساحة الشاسعة في نصه وفي عينيه، وفي رصده لكل ما هو إبداعي، من خلال تماهي المشهد مع الواقع، والمشهد مع المسرح، كما يبدأ الزبيدي فصول كتابه "الفيلم التسجيلي واقعية بلا ضفاف"، إذ يؤكد أن المخيال الإبداعي لا ينحصر بين ضفتين ترتطم بها أمواج محصورة بينهما، وإنما حدوده واسعة بعمق رؤيته للإبداع التي تتجلى في رحلة البحث عن الواقع، وإشكالية العلاقة بينه وبين الفن، وربط الأيديولوجيا في المعرفة والعلم.
هنا بين دفتي هذا الكتاب تتعالق الأسئلة مع أجوبتها، في أسلوب فني يستدرج القارئ، ليرى في عينيه معنى وأهمية تفاصيل الفيلم والسينما التسجيلية التي يعتبر الفنان الزبيدي أحد أعلامها.