نظم مكتب وزارة الثقافة في طولكرم، وضمن سلسلة فعالياتها احتفاءً بيوم الثقافة الوطنية، وبالتعاون مع مكتبة بلدية طولكرم ندوة أدبية بعنوان "رواية النكبة وسيرة محمد علي طه"، بحضور الكاتب الفلسطيني محمد علي طه، ومنتصر الكم مدير مكتب وزارة الثقافة، والشاعر محمد علوش محاوراً ومتحدثاً، وصلاح عمارة مدير مكتبة بلدية طولكرم، وأعضاء المجلس الاستشاري الثقافي، والعشرات من المهتمين بالحراك الثقافي في المحافظة.
وقال مدير مكتب وزارة الثقافة منتصر الكم: إن الفعاليات الثقافية الممتدة بين الثالث عشر والثلاثين من آذار كنهج ورؤية، بدأتها وزارة الثقافة منذ العام 2016، مراكمة على إحياء فعالية يوم الثقافة الوطنية منذ العام 2010، وفق قرار مجلس الوزراء الفلسطيني باعتبار يوم ميلاد الشاعر الفلسطيني محمود درويش يوماً للثقافة الوطنية، حيث التزمت وزارة الثقافة بالقرار من باب إيمانها بضرورة استمرار العمل من أجل النهوض بالثقافة الفلسطينية، والاستمرار في تعزيز الشراكة الوطنية مع المؤسسات الثقافية في كافة المجالات في اتجاه دعم مبدأ " الثقافة مقاومة"، والذي يعكس عمق الانتماء لفلسطين التاريخ، والجغرافيا، والحاضر، والمستقبل، ويؤكد الالتزام بصون حرية الإبداع، ودعم المبدعين والمبدعات في القطاعات الثقافية المختلفة، كما يعزز من حضور إبداع الشباب في المشهد الثقافي؛ هذا الحضور الذي تسعى وزارة الثقافة، وبكل جهد ومثابرة، كي يكون مؤثراً وفاعلاً، في سياق تكامل الأدوار الثقافية، وتناغم إيقاع الفعل الثقافي".
كما أشاد الكم بالتجربة الإبداعية والقصصية للكاتب والقاص الفلسطيني محمد علي طه القادم من داخل أراضي 48.
وقدم الكاتب طه وحاوره الشاعر محمد علوش، الذي استعرض سيرة ومسيرة الكاتب محمد علي طه وأهم ميزات القصص القصيرة التي يكتبها، مؤكداً انه كاتب طليعي ومتميز بأسلوب كتاباته الساخرة والرافضة للاحتلال والرافضة للخضوع؛ حيث عكست كتابات طه الواقع الفلسطيني المعاش منذ سنوات الاحتلال الأولى، وأنه استطاع تطوير نصوصه الكتابية من خلال تجربة ثرية وعريقة ومتجددة ومن خلال اطلاعه الواسع على الآداب العالمية والعربية .
بدوره استعرض الناقد صبحي شحروري التجربة القصصية للكاتب وتحدث حول الرواية الفلسطينية وحول تجارب القصة القصيرة العربية والفلسطينية، مطالباً بالمزيد من الفعل الثقافي لترسيخ دور ومكانة الثقافة في حياة الفلسطينيين .
من ناحية أخرى تحدث الشاعر عبد الناصر صالح عن كتابات وتجربة القاص محمد علي طه ودوره الوطني والثقافي البارز طيلة العقود السابقة، حيث ربطتهم علاقات وثيقة دائماً خدمةً للثقافة الوطنية.
وثمن صلاح عمارة مدير مكتبة بلدية طولكرم التعاون الدائم مع وزارة الثقافة، مؤكداً أن المكتبة ستبقى مركزاً للإشعاع الثقافي والأدبي وستبقى عنواناً للنشاط الثقافي، شاكراً حضور الكاتب محمد علي طه للتعرف أكثر حول تجربته الكبيرة والغنية بمعانيها ومضامينها .
وتحّدث الكاتب محمد علي طه عن تجربته في كتابة القصة القصیرة طیلة خمسین عاماً والتي أثمرت عن ثلاث عشرة مجموعة قصصية، ثّم عن مغامرة سفره إلى عالم الرواية في "سیرة بني بلوط" الذي كان محفوفاً بمخاطر السرد ومطباتها، مؤكداً أن البحار لم یحرق مراكبه كي یعود إلى شواطئ مجال إبداعه الأصلي.
واستعرض طه أهم المحطات التي مر بها ككاتب عربي فلسطيني، ومن أوائل الذين كتبوا بعد نكبة الشعب الفلسطيني، وأوائل الذين ردوا على الهزيمة بالثبات والتجذر بالأرض والهوية الوطنية، حيث التصقت تجربته الإبداعية بهموم الناس وبقضايا شعبه، وكان حريصاً على تطوير أدواته الكتابية وعمل على تطوير مستواه بحرفية فنية عالية.