اعتبرت وزارة الثقافة فوز الروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لهذا العام، مساء اليوم، وفي الذكرى السبعين للنكبة، تأتي كتأكيد على أن الإبداع الثقافي بكل أشكاله يشكل سداً منيعاً في مواجهة محاولات الطمس والتغييب والإقصاء التي يمارسها الاحتلال منذ عقود، وبأن الفلسطيني صاحب الأرض الأصلي، وصاحب القضية العادلة، والتي كانت هاجس نصر الله في رواياته، لا سيما عبر سلسلتي "الملهاة الفلسطينية"، و"الشرفات" التي اعتبر صاحبها روايته الفائزة بالجائزة "حرب الكلب الثانية" واحدة من روايات السلسلة.
وشددت الوزارة في بيانها، مساء اليوم، وعقب إعلان نتائج الجائزة في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، على أن الإبداع الفلسطيني الذي يثبت نفسه عالمياً في مختلف المجالات عبر الحضور اللافت، وتحقيق الجوائز المستحقة، وآخرها الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، والتي تتوج فيها فلسطين للمرة الثانية، بعد فوز رواية "مصائر" للروائي الفلسطيني ربعي المدهون فيها قبل عامين، لهو تأكيد على أن الثقافة وسيلة أساسية لإعلاء صوت الحق الفلسطيني، وللتأكيد على انتصار الفلسطيني للحياة التي الفنون والآداب من أروع تجلياتها، كما ينتصر للوطن، وبأن الثقافة فعل لتعزيز الصمود، وهي بالأساس مقاومة.
وأكد وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو على أن فوز الروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله بالجائزة تكريس للرواية الفلسطينية خاصة، والأدب الفلسطينى عامة، على المستويين العربى والدولى، هو الذي فاز قبل عامين والروائي يحيى يخلف وكرمتها الوزارة في حفل خاص إضافة إلى الروائي اللبناني إلياس خوري بجائزة كتارا للرواية العربية، وسبق أن فاز بجازة القدس للإبداع العام 2012 وتقدمها اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية.
وشدد بسيسو على أن وصول روايتين هما "وراث الشواهد" للروائى وليد الشرفا، إضافة لـ"حرب الكلب الثانية" إلى القائمة القصيرة للجائزة هذا العام، ومعهما في القائمة الطويل رواية "علي: حكاية رجل مستقيم" للروائي حسين ياسين، ورواية "الحاجة كريستينا" للروائي عاطف ابو سيف يعد إنجازاً يضاف إلى ما يسجل للرواية الفلسطينية من إنجازات.
وشدد بسيسو على اهتمام وزارة الثفافة بالدور الذى يلعبه المثقف من أجل تكريس حضور الهوية الفلسطينية، ونشر الوعى بعدالة قضية شعبنا، معتبراً أى عمل إبداعى فلسطينى يحقق حضوراً عربياً أو دولياً من خلال فوزه بجائزة فى فعالية أو مهرجان، إنما يساهم في نشر رسالة الثقافة الوطنية التى هى جزء من المكونات الحضارية والتاريخية للشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أن التحدى الأبرز الذى يواجه المبدع الفلسطينى هو الحفاظ على الهوية الثقافية الفلسطينية في مواجهة رواية الاحتلال، والتحديات الفكرية التى تحاول تشويه الصورة الحضارية لمسيرة الثقافة الوطنية.
يشار إلى أن إبراهيم نصر الله من مواليد العاصمة الأردنية عمّان العام 1954 من أبوين فلسطينيين اقتلعا من أرضهما العام 1948، حيث عاش طفولته وشبابه في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين في عمّان، قبل أن يبدأ حياته العملية من المملكة العربية السعودية، ثم يعود غلى الأردن ليعمل في الصحافة، ومؤسسة عبد الحميد شومان، ومن بعدها تفرغ للكتابة بدءاً من العام 2006، هو الذي كانت روايته "زمن الخيول البيضاء" ترشحت للقائمة القصيرة لذات الجائزة في العام 2009، و"قناديل ملك الجليل" لـ"طويلة" الجائزة العام 2013.