في ندوة بعنوان "البطولة في الانتفاضة الأولى"، استضافها جناح الأطفال في معرض فلسطين الدولي الحادي عشر للكتاب، وأدراتها د. انعام العبيدي أستاذة الإعلام في جامعة بيرزيت، قدم د. إيهاب بسيسو وزير الثقافة شهادة خاصة من وحي ذكرياته كواحد من "أطفال الحجارة" في الانتفاضة الأولى، حيث تحدث عن حالة "المجتمع البطل" حيث التعاضد، والتعاون، والإيثار، وتغليب المصلحة الجمعية على الذاتية، مدللاً على ذلك بحكايات عاشها حين كان طفلاً في انتفاضة العام 1987، ركزت على بطولة الأطفال والنساء والشيوخ والشباب من الجنسين، وعلى أن البطولة الجمعية للشعب الفلسطيني خلال سنيّ الانتفاضة لم تلغ البطولات الفردية، لكنها كانت هي الملمح الأساس والطاغي في ذلك الوقت.
من جانبه تحدث د. عادل الأسطة أستاذ الأدب العربي الحديث والنقد الأدبي في جامعة النجاح الوطنية، عن تطور صورة البطل في الأدب الفلسطيني، منذ ما قبل النكبة، مروراً بما بعدها، والمرحلة ما بين احتلالي العام 1948 و1967، وما بعد حرب حزيران، والانتفاضة، لافتاً إلى تغير صورة البطل تبعاً لفكر من يرصدها في أعمال شعرية أو نثرية، وتبعاً للمرحلة الزمنية وما يواكبها من ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية وفكرية، لافتاً إلى أن الشاعر الكبير محمود درويش قدم مفاهيم جديدة حول البطولة في مجموعته "حالة حصار".
أما الشاعر والكاتب خالد جمعة، فتحدث عن نموذج الشهيد علم الدين شاهين، الذي لا يزال يشكل حالة أسطورية لدى الأجيال المختلفة، مقدماً تحليله لأسباب ذلك، ومتحدثاً بالكثير من التفصيل عن حكاية شاهين الذي كان وحدوياً ليس بالأقوال فقط، بل إن تعبيره عن أفكاره الوحدودية على أرض الواقع كان وراء استشهاده بكم كبير من الرصاص، بعد أن عرقل مساعي الاحتلال لاعتقال خمسة مطلوبين من حركة حماس، وهو من فصيل آخر، مغلباً مصلحة الوطن على الفصائلية الضيقة.