اختتمت فعاليات معرض فلسطين الدولي للكتاب، اليوم بفعالية "نصوص غزية"،التي رتب لها الشاعر علي مواسي، عن فكرة للقاص زياد خداش، واحتضنتها قاعة الشهيد ماجد أبو شرار في المعرض على أرض المكتبة الوطنية، قرأ فيها ما يزيد عن أربعين كاتباً وشاعراً ومثقفاً وفناناً وإعلامياً ممن شاركوا في فعاليات المعرض لأربعين مثلهم أو يزيد من أدباء وشعراء قطاع غزة، ممن حالت سلطات الاحتلال دون وصولهم إلى أرض المكتبة الوطنية، حيث المعرض، والمشاركة في فعالياته، بسبب سياسة استصدار التصاريح، فكان كرنفالاً احتفاء ممن حضروا بمن لم يحضروا، وكان خطوة رمزية ضد الحصار الذي يفرضه الاحتلال على كل شيء في القطاع.
وقال وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو: إنه يوم يحمل في ثناياه التباس المعنى، فلا أعلم ما هو الحجم الطاغي على هذه الفعالية، هل هو الفرح لأننا تمكنا، ولو مجازاً من قهر الحصار، أم هو استمرار لحالة الألم بأن هنالك أعزاء لم يتمكنوا من الوصول إلى معرض فلسطين الدولي للكتاب، رغم أن كتبهم ونصوصهم وصلت عبر دور النشر التي أصدرت أعمالهم.
وأضاف بسيسو: اليوم هي حكاية الكل الفلسطيني، وإن حملت في ثناياها اسم غزة، فهذا الحصار الذي يطال هذه المدينة وشعبنا هناك ترجمة لحصار أوسع وأشمل يريده الاحتلال أن يكون واقعاً، فالأسوار وجدران العزل التي تحيط بالقدس العاصمة هي جزء من هذا الحصار الممتدد، وكذلك التمدد الاستعماري الاستيطاني الذي يقضم أرضنا كل يوم، كما آليات استصدار التصاريح المعقدة التي لا يعرف تفاصيلها إلا الشيطان وحده هي جزء من هذا الحصار، حيث الاشتراطات المتغيرة تهدف إلى تقسيم الشعب الفلسطيني إلى فئات عمرية، وأخرى لها علاقة بجنس الفلسطيني ما بين رجل وامرأة، والمدة المتغيرة دون معايير، والتي يجب تقديم فيها طلبات التصاريح، كلها اشتراطات تتبدل وحده الشيطان الذي يستطيع فك طلاسمها، وغزة تدفع ثمن هذا كله، كي لا يصل الصوت معمّداً بأنفاس من يكتبون.
وشدد وزير الثقافة: إنه الحصار .. إنها الحياة الفلسطينية التي تواجه الحصار بأبسط المفردات وبالإرادة وبالمزيد من العمل .. وكشف: قبل عدة أشهر، ونحن نعد العدة لمعرض فلسطين الدولي الحادي عشر للكتاب، هذه التظاهرة الثقافية التي أردنا من خلالها تسجيل اسم فلسطين في الذكرى السبعين للنكبة، وايضاً لكي نجسد من خلالها إصرارنا ومواجهتنا الثقافية ضد محاولات عزل القدس العاصمة، لهذا رفعنا شعار "فلسطين الوطن .. القدس العاصمة"، وهي التظاهرة الثقافية للكل الفلسطيني من الضفة بما فيها القدس وغزة والداخل الفلسطيني والشتات، وبدأنا نرسم ملامح هذه التظاهرة الثقافية الأكبر.
وأكد: لأنها غزة، ولأن العمل على أن تكون غزة حاضرة بيننا يتطلب جهداً إضافياً، من أجل فك طلاسم الشيطان، قمنا بتوجيه الدعوات للعشرات من المشاركين والمشاركات من المبدعين ليكونوا بيننا على مدار أحد عشر يوماً، والغريب في الأمر أن هذه القائمة رفضت كلها، بما في ذلك أصحاب دور النشر وعددهم ثلاثة عشر رغم أن إصدارات دورهم وصلت .. لماذا؟ .. مرة أخرى، لأن الشيطان وحده يعرف السبب، وليس نحن.
وختم بسيسو بالقول: الاحتلال الإسرائيلي لا يريد للكل الفلسطيني أن يكون حاضراً ومتواجداً في فعل ثقافي يحمل ملامحنا، ويجمل جزءاً من هذا النبض الإبداعي الذي يترجم الوجود الفلسطيني، والذي يصر على أن تكون الكلمة الفلسطينية حاضرة في أية تظاهرة ثقافية، وما ينطبق على غزة ينطبق أيضاً على الفلسطينيين الأقل حظاً، هؤلاء ممن يقيمون في المنافي ولا يحملون جوازات سفر أجنبية، ولنفس الأسباب التي لا يعرفها إلا الشيطان، لم ننجح في أن يكونوا بيننا، فلهم أيضاً كما لكتاب غزة كل التقدير والاحترام، فالكل الفلسطيني لا يتجزأ، وإن كانت غزة تعبر اليوم عن حالة فلسطينية خالصة.
الشاعر علي مواسي أشار إلى أن هذه المبادرة "تظاهرة أدبية، ومبادرة طوعية، وأن تنظم في ضيافة وزارة الثقافة، ومعرض فلسطين الدولي الحادي عشر للكتاب، فهو تأكيد على ضرورة التكامل ما بين العمل الثقافي المستقل، وما بين العمل الثقافي المؤسساتي" .. وقال: نحن هنا تأكيداً على رفضنا لسياسات الاستعمار الإسرائيلي، وتأكيداً على حضور غزة متناً مركزياً وليس هامشاً .. نحن هنا لنقول لأهلنا وأحبتنا وأخوتنا في قطاع غزة أن صوتنا هنا اليوم هدية لكم، نتحدث باسمكم، نقرأ نصوصكم تأكيداً على وحدتنا الثقافية، ورفضنا لاستمرار الانقسام.