نظمت وزارة الثقافة، وبمناسبة يوم التراث الشعبي الفلسطيني "أرضنا هويتنا"، عرض الزي الشعبي الفلسطيني، في مدينة نابلس، مساء اليوم، بحفل اشتمل على عرض لأزياء من مختلف المدن في فلسطين التاريخية بواقع 18 ثوباً من مجموعة جمعية إنعاش الأسرة وهنادي أبو خضير، إضافة إلى عروض أزياء شعبية محدّثة لكل من المصممات مي سلامة، وداليا مصري، وصمود جملان، وسامية الرجوب، كما اشتمل على فقرة في الزجل الشعبي لكل من إبراهيم الشنار ود. محمود منصور قدما خلالها مقطوعات حول الزي الشعبي والثوب المطرز وارتباطه بالهوية الوطنية الفلسطينية، وفرقة لعرض الأزياء الرجالية للطائفة السامرية، في حفل أدار عرافته أسامة ملحس.
وانتظم الحفل برعاية وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، ومشاركة محافظ محافظة نابلس اللواء أكرم الرجوب، ورئيس بلدية نابلس عدلي يعيش وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح دلال سلامة، ونخبة من الشخصيات الاعتبارية ووفد الوزارة وإدارة مكتبها في محافظة نابلس والعاملين فيه، وممثلي مؤسسات وفعاليات نابلس المختلفة، وعدد من الفنانين والمهتمين.
وشدد بسيسو: الاحتفاء بالزي الشعبي والثوب الفلسطيني يشكل رسالة صمود وحياة وتطلع نحو مستقبل الحرية عنوانه الأساس، ورسالة أن نكون هنا على أرض فلسطين، رغم كل محاولات الاحتلال الإسرائيل في خلق وقائع على الأرض عبر الاستيطان والحواجز والانتهاكات اليومية بحق شعبنا.
وقال: إن إنحيازنا لتاريخنا وثقافتنا وتراثنا وذاكرتنا جزء من الحاضر والمستقبل، فنحن نسعى عبر ثقافتنا إلى أن تكون رسالة الوطن قادرة على تجاوز كل الصعوبات والتحديات .. الانتباه إلى أهمية التراث وأهمية الثوب يكمن من ضرورة الانتباه إلى قوة الإيمان بمستقبل فلسطين وحريتها، وبأنه رغم كل الصعوبات إلا أن فلسطين تحقق دائماً رسالة الانتصار للحرية.
وأضاف بسيسو: نؤمن بأن الثقافة جسر نحو العدالة، وجسر نحو المستقبل، ونحو الاستقرار، ولا يمكن أن تكون بأي شكل من الأشكال رسالة ضد الإنسانية والعدالة والحقوق الوطنية، ولهذا فعندنا نتحدث عن قدرتنا على تجاوز الجدران بثقافتنا، فإننا نوجه الرسالة تلو الأخرى إلى كل المثقفين والمبدعين في العالم بأن أية مشاركة في فعاليات ثقافية ينظمها الاحتلال تشكل انحيازاً ضد العدالة .. زيارة فلسطين والتضامن مع أهلها وكسر الحصار المفروض عليها أمر مهم، لكن الانخراط في فعاليات ثقافية ينظمها الاحتلال عمل مناف لكل القيم الإنسانية.
وختم بسيسو: بإمكاننا عبر العمل الثقافي تجاوز كل الصعوبات، ومواجهة سياسات الاحتلال الرامية إلى طمس وسرقة تراثنا وهويتنا، نحو الانتصار لفلسطين وعدالة قضيتها، ولمستقبل أبناء وبنات الوطن، فالثقافة هي الجسر الذي يمكننا من خلاله حماية رموزنا الوطنية، وننقلها عبر الأجيال، وبهذا نحاصر حصارنا كما قال الشاعر الكبير محمود درويش، وننتصر للمستقبل .. رسالة فلسطين هي رسالة الحرية.
وكان كل من وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو ومحافظ محافظة نابلس اللواء أكرم الرجوب، قاما بجولة على "الأكشاك" المشاركة في إحياء يوم التراث في نابلس، والتي توزعت محتوياتها ما بين مصوغات وملابس تراثية، ومأكولات شعبية، وصناعات ذات طابع تاريخي كالصابون النابلسي (صابون الزيت)، وغيره.