انطلقت في العاصمة المصرية، القاهرة، مساء اليوم الأحد، أعمال الدورة الـ21 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية تحت شعار "القدس فلسطينية"، بمشاركة فلسطين، برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، حيث تم اختيار "المشروع الثقافي العربي أمام التحديات الراهنة"، موضوعا رئيسا للمؤتمر.
وترأس وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو الوفد الفلسطيني المشارك في أعمال المؤتمر، وضم: دياب اللوح سفير دولة فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية، وناجي الناجي المستشار في سفارة دولة فلسطين بالقاهرة، ووليد بدوي مدير عام العلاقات والتعاون الدولي بالوزارة، وصالح نزال مستشار وزير الثقافة.
وقال بسيسو في كلمته: اجتماع وزراء الثقافة العرب في مصر، وفي ظل هذه الظروف، إنما يعد خطوة نحو المستقبل، وهي خطوة بالغة الأهمية من أجل أن نكون قادرين جميعاً على مواجهة كافة التحديات الداخلية والخارجية، انتصاراً للقيم الإنسانية، وانتصاراً للإبداع، وانتصاراً للعدالة أيضاً، لافتاً إلى أن هذه الدورة من اجتماعات وزراء الثقافة العرب تعد نقطة انطلاق جديدة.
وأضاف: في سياق الحديث عن العدالة، يهمنا أن تكون فلسطين حاضرة في اجتماع وزراء الثقافة العرب بعاصمتها القدس، وهذا هو الرد الثقافي، والإجماع العربي على القدس وعروبتها وكونها عاصمة دولة فلسطين.
وشدد بسيسو: إن وجودنا هنا اليوم، ضمن هذه الكوكبة من وزراء الثقافة العرب، إنما لنؤكد بشكل أساسي على أن القدس بكل أبعادها: الروحية، والتاريخية، والثقافية، والإبداعية، مكوّن أصيل من مكونات الثقافة العربية.
وأكد وزير الثقافة على أن "استضافة مصر لهذ الدورة يضيف لها الكثير، خاصة في ظل التضافر العربي، وجهود الثقافة العربية"، خاتماً: نحن نتحدث عن فلسطين وعاصمتها القدس، ونتحدث عن مستقبل قادر على تحدي كل الضغوطات، وتحدي الواقع الراهن، وشعار القدس فلسطينية رد عملي على انتهاكات الاحتلال بحق القضية الفلسطينية".
ويناقش وزراء الثقافة العرب في اجتماعهم الذي انطلق مساء اليوم الاحد في دار الأوبرا بالقاهرة المستجدات الأخيرة في فلسطين والقدس الشريف، والأوضاع الثقافية في الوطن العربي والإعداد للقمة الثقافية العربية، وأوضاع التراث الثقافي في البلدان العربية في ظل الظروف الراهنة، إلى جانب آليات تنفيذ العقد العربي للحق الثقافي للفترة 2018-2027، واستراتيجية النهوض باللغة العربية وتمكينها وآفاق تطوير العمل الثقافي العربي المشترك في ظل التحولات العالمية والتحديات التي تشهدها المنطقة العربية.
يذكر أن انعقاد الدورة الـ21 لمؤتمر الوزراء العرب المسئولون عن الشؤون الثقافية يتواكب بالاحتفال بالعيد الـ60 لتأسيس وزارة الثقافة المصرية، كما يتزامن مع العيد الـ30 لإنشاء دار الأوبرا المصرية الأولى بالوطن العربي وأفريقيا.
وكانت بدأت أمس جلسات اللجنة الدائمة للثقافات العربية للتحضير للمؤتمر، بمشاركة المستشار ناجي الناجي، إلى جانب ممثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، وترأسها ممثل المملكة المغربية، ومقرر اللجنة مصر.
وناقشت اللجنة الموقف التنفيذي من قرارات الدورة الـ20 للمؤتمر، والتي عقدت في تونس العام 2016، فضلا عن الأوضاع الثقافية في الوطن العربي، من خلال الدعوة إلى صياغة برامج وأنشطة ثقافية تدعم التعاون بين الدول الأعضاء، وتنفيذ سياسات تعرف المقومات الثقافية للبلدان العربية، وتكثيف البرامج الثقافية التي تتصدى للتطرف وتنشر قيم التسامح والحوار.