حين تقع في فخ إشكاليات الهوية، تبدأ بالمجازفة في تغيير جذري لملامحك التي تعني وجودك كإنسان صاحب أثر، ومتجذر في هذا الكون، مما يعني أنك ستعود إلى نفسك ذات يوم تسألها في لحظة ارتباك: من أكون؟ وقد لا تجد الإجابة.
إن أخطر ما تمر به أمة ألا يستطيع أفرادها تعريف أنفسهم، فمن ضيّع تراثه ضاع، يتوه بهم السبيل لو تركوا إرثهم الثقافي، لا يدركون تقاطعاته وروابطه، ثم لا يجدون الحيلة في أن ترتسم هويتهم في خريطة هذا الكون، بهذا سوف يكابدون من خطر الذوبان الثقافي.
هذا الكتاب "التراث والهوية" يرسم الطريق للفلسطينيين الذين يقفون على حافة الخطر من الإلغاء في هذا العالم، وهو طوق نجاة يوصلهم إلى بر الأمان الذي يضمن لهم البقاء في هذا العالم كفلسطينيين محتفظين بملامحهم الخاصة بهم، كما يبعد عنهم شبح الذوبان، أو الانصهار، أو التلاشي في الثقافات الأخرى، مما يسهم في حفظ حلم العودة إلى الوطن، ويخفف من وطأة الشعور بالإغتراب التي يشعر بها الفلسطيني أينما وجد.
إن دراسة التراث الشعبي الفلسطيني ضرورة مهمة تحتاج إلى تضافر الجهود بين أطياف المجتمع ومؤسساته: حملة التراث، والدارسين، والمهتمين، والمؤسسات الوطنية، وعليه فإن وزارة الثقافة تتبنى جانباً من مسؤولية نشر التراث الفلسطيني وتوثيقه من أجل حمايته وصونه، وإتاحته للأجيال عن طريق برامج وفعاليات تتبعها الوزارة، منها طباعة كتب تختص بالتراث (الإصدار الأول)، حيث تسهم هذه الكتب في التوعية بأهمية تراثنا وتجذره.