الرئيسية » الأخبار » اخبار المسرح »   31 تشرين الأول 2018طباعة الصفحة

نادرة عمران وسهير فهد .. ما بين المسرح والكاميرا

انتظمت في اليوم السادس من أيام مهرجان فلسطين الوطني للمسرح، مساء أمس، ندوة بعنوان: "الممثل بين خشبة المسرح والكاميرا"، للفنانتين القديرتين، وعضويتي لجنة تحكيم المهرجان: نادرة عمران، وسهير فهد.

وقالت الفنانة نادرة عمران في الندوة: بكل تأكيد التمثيل على خشبة المسرح يختلف عنه في السينما، أما التلفزيون فلا أعتبره فنّاً بالأساس .. تعبير الممثل في السينما كفن مختلف بالضرورة عن تعبيراته على خشبة المسرح.

وأضافت: هناك مساحة لدى الممثل في مدى تقبل الشخصية المطروح عليه تجسيدها، والطريقة التي يقدم فيها هذه الشخصية، فهناك طرق تضاف إلى تلك المبنية على اتباع المدارس الأكاديمية في التمثيل، وهي طرق تكتسب مع الخبرة والممارسة، لافتة إلى أن التمثيل هي أرفع مستويات الأداء أو "لعب الدور" قياساً بالتشخيص والتقليد واللعب، فهناك الممثل اللاعب، مشيرة إلى أنها خلال فترة عملها الفني حاولت الاتجاه إلى منطقة التمثيل، وقد تكون وفقت في ذلك وقد لا تكون، فالحكم للجمهور هنا مسرحياً أو سينمائياً، لكني آثرت الابتعاد عن الحركات والإشارات والأداء الصوتي والانفعالي والإيقاعي دون دراسة التي تتحول مع الوقت إلى فعل تلقائي غير متقصّد، ولكنه مقصود بمعنى أنه ليس عبثياً، وليس سلوكاً عادياً،  وهذا مهم بالنسبة لي في المسرح والسينما، وإن كان تأثيره أمام الكاميرا أكبر وأخطر منها على خشبة المسرح.

وتحدثت عمران في عديد المحاور المتخصصة على صعيد تحويل الدور إلى فكرة، كي يتكسب مصداقيته وعمقه، وعن ما وراء "الدور"، مشددة على أهمية ما وصفته بـ"بؤرة التركيز والجذب والاستمتاع" في التمثيل سواء على خشبة المسرح أو أمام كاميرات السينما، عبر العينين اللتين تربطان ما بين العقل والقلب، والصوت "رسول الممثل"، كما تطرقت للحديث عن الممثل الكاذب والممثل الصادق، خالصة إلى أن "أعذب الممثلين وأبرعهم هم أتقنهم لفن الكذب".

من جانبها شددت الفنانة سهير فهد على فكرة الممثل المقنع .. وقالت: كي نصل إلى هذه المرحلة سواء على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا، لابد من امتلاك المعرفة الحياتية علاوة على الموهبة والدراسة الأكاديمية، ولابد من تبني الشخصية، وتقدميها كل بلغته الجسدية والتعبيرية الخاصة، لافتاً إلى أن كل ممثل أو ممثلة له أو لها بصمته الخاصة هنا.

وأضافت: على الممثل أن يكون منسجماً مع الموسيقى، والإضاءة، والديكور المحيط به، وغيرها من عناصر العمل الإبداعي، لافتة إلى أن "البروفات" تشكل مساحة للمتعة لدى الممثل، حيث التجريب وإعادة الصياغة، وهنا الحديث عن المسرح، وعليه يكون العمل المسرحي هو نتاج هذه المساحة من المتعة التي تواصلت على مدار أشهر أو أقل أو أكثر.

ولفتت فهد إلى أن "الكاميرا لها تأثير كبير على الممثل، وتساعده في إبراز أدواته على عكس التمثيل المسرحي، مشددة على ضرورة التواؤم ما بين الممثل والمخرج في كامل مراحل تصوير العمل التلفزيوني أو السينمائي".

وأجابت الفنانتان على أسئلة الحضور في تلك الندوة التي لم تكن مدرجة بالأساس على جدول المهرجان، ولكنها شكلت إضافة نوعية له، خاصة في ظل الغياب القسري للمبدعين العرب، الذين كان من المفترض أن يكونوا الشعلة المتقدة لندوات مهرجان فلسطين الوطني للمسرح .. ولكنه الاحتلال الذي يصر على عزل المثقف الفلسطيني عن عمقه العربي، ويعبر باستمرار وبوتيرة متصاعدة عن حالة الرعب التي يعيشها من الثقافة الفلسطينية التي هي فعل تعزيز صمود ومقاومة ضد هذا الاحتلال وسياساته العنصرية اليومية.