في مدينة وجدة شمال المملكة المغربية، افتتحت وزارة الثّقافة الفلسطينيّة، أمس الجمعة، فعاليّات الأيام الثقافيّة الفلسطينيّة التي تعقدُ في الفترة ما بين 21 إلى 23 من الشّهر الجاري، حيثُ جرى حفل الافتتاح في مسرح محمّد السادس بالمدينة بحضور ممثلي وزارة الثقافة والاتصال المغربيّة، وحشدٍ من المسؤولين والمثقفين المغاربة، فيما تشكّل وفد دولة فلسطين من الكاتب والشاعر د. المتوكل طه رئيسًا للوفد، و المستشار الدّبلوماسي علي قبلاوي ممثلًا عن سفير دولة فلسطين في المملكة، والأمين العام للمؤتمر الشّعبي للقدس اللّواء بلال النتشة عضو الشّرف في الوفد، ومجموعة من الكُتاب والفنانين والمثقفين.
وحول المشاركة في هذه الفعاليات التي تأتي في إطار أنشطةالاحتفاء بوجدة كعاصمةٍ للثقافة العربيّة للعام 2018، قال رئيس الوفد د.المتوكل طه في كلمة الافتتاح: لقد شاركتنا المغرب الرّغيف والنّزيف، وهي الآن تُشاركنا الأمل والإبداع، فينبغي أن يكون للقدس أمكنة وأزمنة في كلّ بقاع الدّنيا، وفضاء العالم، مضيفًا " إنّ هذه الفعاليّة تؤكد على ضرورة إنهاض كلّ القوى الناعمة لمساندة القدس التي تتعرض لسياسة احتلاليّة حاسمة من الاستلاب والتّغيير". وأثنى طه على المبدعين المغاربة في وقفتهم مع فلسطين، كما قدّم الشّكر لوزيري الثقافة المغربي د. محمد الأعرج والفلسطيني د.إيهاب بسيسو، ولمبدعي الوفد الفلسطيني الذين أثبتوا أنّ في صدورهم قلبًا اسمه القدس.
من جهته نقل مهنّد ذويب في كلمة وزارة الثقافة الفلسطينيّة تحيات معالي وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو للحضور الرّسميّ والشّعبي، وقال: إنّنا في وزارة الثقافة وكما نؤمن أنّ الثقافة حالةٌ مقاومِة تتحدّى الاحتلالَ وحصاره وادّعاءه، نؤمن أيضًا أنّ الثقافة دعوة حقيقيّة للوحدة بين أقطار الوطن العربيّ الشّقيق، وأنّ مدّ جسور التّعاون والتّشارك يشكل انتصارًا للثقافة الفلسطينيّة، ويبقي جذوة الفعل الثّقافي/الفِعل المقاوم مستعرةً ومنيرة، لهذا وبتوجيهات من معالي وزير الثقافة قمنا بتنظيم هذه الفعاليات التي من شأنها أن تؤكّد على انسجام الفعل الثقافي العربي والإسلامي، وتوافقه مع الخطّة الاستراتيجيّة لقطاع الثقافة في العالمين العربي والإسلامي، وتعزز العلاقات بين البلدين الشّقيقين خاصّة بعد توقيع اتّفاقيّة التوأمة، شاكرًا باسم وزير الثقافة الفلسطيني المغرب ملكًا وحكومةً وشعبًا على حسن الاستقبال والاحتفاء.
بدوره ألقى محمد بن يعقوب كلمةً بالنّيابة عن وزير الثقافة والاتصال المغربي محمد الأعرج، تحدث فيها عن اتّفاقيّة التوأمة بين القدس، العاصمة الدائمة للثقافة العربيّة والإسلاميّة، وبين مدينةِ وجدة عاصمة الثقافة العربيّة للعام 2018، أكّد فيها على العلاقات الأخويّة التاريخيّة التي تجمع البلدين، داعيًا لجعل الأيام الثقافيّة الفلسطينيّة حدثًا دوريًا بين المملكة وفلسطين، كما نقل ابن يعقوب تحيات وزير الثقافة والاتّصال المغربي، شاكرًا الوفد ووزارة الثقافة الفلسطينيّة. وقدمت الفرقة القوميّة الفلسطينية للفنون الشّعبيّة وصلات فنيّة افتتاحيّة تنوّعت بين الأغاني الوطنيّة الفلسطينيّة، والأغاني الشّعبيّة المغربيّة وسط حضور حافل، فيما تبادل الوفد الفلسطيني والمغربي الهدايا التّذكاريّة.
كما افتتحت وزارة الثّقافة الفلسطينيّة معرض صّور مقدسيّة يندرج تحت برنامجٍ مستدام تقوم عليه الوزارة بعنوان"عيون عربيّة"، حيث شملت الصّور التي عرضت في بهو بلديّة وجدة لقطاتٍ للقدس العاصمة، بعدسة مصوّرين فلسطينيين وتونسيين على رأسهم منسّق البرنامج جمال العاروري.
الوفد الفلسطيني زار أيضًا برفقة مضيفيه النّصب التذكاري للشاعر محمود درويش الذي افتتحه مطلع تموز الماضي وزيرا الثقافة الفلسطيني والمغربي في مدينة وجدة، كما سلّم الوفد الفلسطيني رئيس بلديّة وجدة هديّة تذكاريّة، وتسلّم منه مفتاحًا رمزيًا لمدينة وجدة كهديّة تذكاريّة.
يذكر أن الوفد الفلسطيني سيقوم بتنفيذ عدّة أنشطة خلال أيام الفعالية تتنوّع بين محاضراتٍ وندواتٍ وأمسياتٍ شعريّة وفنيّة.
افتتاح فعاليات الأيام الثقافية الفلسطينية في وجدة